لماذا عليكم إجراء منهج البحث التجريبي؟
البحث التجريبي
إن منهج البحث التجريبي هو البحث القائم باستخدام الأدلة التجريبية. ويتم تعريفه على انه منهج يتم استخلاص استنتاجاته بشكل صارم من خلال أدلة تجريبية ملموسة، أو "أدلة يمكن التحقق منها".
إن منهج البحث التجريبي هو عملية اختبار الفرضية العلمية من خلال استخدام التجريب والملاحظة والخبرات المباشرة أو غير المباشرة.
إن مصطلح "التجريبي" تصف معلومات يتم الحصول عليها عن طريق الخبرة أو الملاحظة أو التجربة. علماً ان أحد أهم مبادئ المناهج العلمية هو أن الأدلة التي نحصل عليها من خلالها يجب ان تكون مُجرَّبة، أي مبنية على أدلة علمية يمكن ملاحظتها بالحواس.
ويتم تحديد منهج البحث التجريبي من الناحية الفلسفية بأنه طريقة لجمع المعرفة من خلال الملاحظة المباشرة والخبرة، وليس من خلال المنطق أو العقل وحده (اي ليس عن طريق العقلانية فقط). فيما يشير تحديد هذا المنهج من الناحية العلمية الى استخدام الفرضيات التي يمكن اختبارها من خلال استخدام الملاحظة والتجربة. بعبارة اخرى ان المنهج التجريبي هو التطبيق العملي للخبرات من خلال الاختبارات العلمية الرسمية. يتم إنتاج البيانات وفق المنهج التجريبي من خلال التجربة والملاحظة ويمكن أن يستخدم الأدوات الكمية أو النوعية
أسباب استخدام منهج البحث التجريبي
تحاول العلوم بشكل عام ومنهج البحث التجريبي بشكل خاص إنشاء مجموعة من المعارف حول العالم الطبيعي. وهناك معايير معينة في المنهج التجريبي من أجل تقليل اي عوامل قد تهدد نتائجه
فعلى سبيل المثال، يهتم العلماء بقوة بإزالة أي تحيز أو توقعات مسبقة أو رأي في مسألة معينة تخضع للبحث التجريبي، ويركزون فقط على ما النتائج المدعومة من التجارب.
ومن ترسيخ كل الاستفسارات المستمرة على ما يمكن دعمه بشكل متكرر بالأدلة العلمية، فإن العلم يطور المعارف الإنسانية بفرضية علمية واحدة قابلة للاختبار في كل مرة. وتخضع معايير منهج البحث التجريبي لقابلية الخطأ او التكرار، ما يعني ان منهج البحث التجريبي يصحح نفسه بمرور الوقت ويتراكم مع الزمن.
وفي نهاية المطاف، تشكل أدلة منهج البحث التجريبي نظريات شاملة ويمكن أن تخضع للتغيير والتطوير وفقا للتساؤلات والفرضيات الموضوعة. وقد استخدم الباحثون عدة أنواع من تصاميم البحث التجريبي وذلك اعتماداً على الظواهر محل اهتمامهم بها.
أهداف البحث التجريبي
يعتمد منهج البحث التجريبي على الملاحظة الا انه يتخطى ذلك، فالملاحظات وحدها لا تكفي. ما يميز منهج البحث التجريبي قدرة العالم على تفعيل تلك الملاحظات بشكل رسمي باستخدام أسئلة بحثية قابلة للاختبار.
وفي الأبحاث التي يتم إجراؤها بشكل جيد، يتم تعزيز الملاحظات حول العالم الطبيعي عن طريق طرح سؤال أو فرضية بحثية محددة. ويمكن للعالم فهم هذه المعلومات عن طريق تسجيل النتائج الكمية أو النوعية.
وستختلف تقنيات منهج البحث التجريبي وفقا لمجال وسياق وهدف البحث. فعلى سبيل المثال تُعد المناهج النوعية أكثر ملاءمة للعديد من الأبحاث الاجتماعية، فيما تُعد المناهج الكمية أكثر ملاءمة لعلوم الطب والفيزياء. ومع ذلك، فإن أساس كل الأبحاث التجريبية تكمن في محاولة تقديم الملاحظات ثم الإجابة على أسئلة محددة بشكل جيد من خلال قبول أو رفض الفرضية العلمية المطروحة وفقا للملاحظات المُقدَّمة.
ويمكن اعتبار منهج البحث التجريبي وسيلة أكثر تنظيماً لطرح سؤال أو فرضية علمية ما. إن التخمين والرأي والبرهان العقلاني أو أي عنصر يتم تصنيفه بالميتافيزيقي او بالعلم المُجرَّد تشكل طرقاً للكشف عن المعرفة.
ومع ذلك، فان منهج البحث التجريبي يرتكز على العالم الحقيقي للملاحظات التي نقدمها من خلال حواسنا.
سلسلة عمل المنهج التجريبي
الملاحظة
تتضمن الملاحظة ضمن سلسلة عمل منهج البحث التجريبي جمع وتنظيم البيانات التجريبية. فعلى سبيل المثال، قد يلاحظ عالم الأحياء أن طيوراً من نفس النوع لن تهاجر في بعض السنوات كباقي الطيور المهاجرة، لكنها قد تهاجر خلال سنوات اخرى، وقد يلاحظ عالم الأحياء أيضاً ان تلك الطيور تبدو أكبر حجماً في سنوات هجرتها، ويعلم أيضاً أن هجرة الطيور تتطلب جهداً فيزيولوجياً كبيراً.
الاستنتاج
يعتمد الاستنتاج على المنطق والعقلانية للتوصل الى استنتاجات علمية محددة في ضوء المقدمات العامة. يسمج الاستنتاجات للعالم بصياغة المنطق الداخلي لمنهج بحثه التجريبي. فعلى سبيل المثال: إن البرهان في تجربة عالم الأحياء يكمن فيما اذا كان ارتفاع وزن الطيور سينبئ بالهجرة أم لا، وانه يتوقع ان الطيور بأوزان أعلى ستهاجر والطيور بأوزان أقل لن تختار المشاركة في هجرة الطيور الاخرى. وفي حال لم يرَ العالم الطيور ذات الأوزان الأعلى تهاجر أكثر من تلك التي لا تهاجر فيمكنه الاستنتاج أو وزن الطيور وهجرتها ليسا مرتَبطَيْن على الإطلاق.
الاستقراء
يتم بعد ذلك استخدام أسلوب الاستقراء وهي عملية التوصل الى نتيجة من خلال ملاحظة فيما اذا كانت المقدمات العلمية الأوسع تدعم مطالبات بحثية محددة. فعلى سبيل المثال: مع أخذ عالم الأحياء الملاحظات المذكورة أعلاه عن أيحاث الطيور المهاجرة، فإنه قد يطرح السؤال الآتي: هل يرتبط ارتفاع وزن جسم الطائر بدرجة كافية باختيار الهجرة كل عام؟ ويمكن للعالم افتراض ذلك وقد يتوقف عند هذا الحد، لكنه يبقى مجرد تخمين وليس نتيجة علمية. وبدلاً من ذلك يجد العالم طريقة علمية لاختبار فرضيته. ويبتكر تجربة علمية حيث يقوم بوضع علامات على مجموعة من الطيور وتسجيل وزنها ومراقبة ما اذا كانت ستهاجر أم لا.
اختبار الفرضيات
يستلزم اختبار الفرضيات العودة الى المنهج التجريبي لكشف حقيق الفرضية العلمية. فمثلا: على عالم الأحياء فهم البيانات التي حصل عليها بعد التخطيط لاختباره العلمي وإجرائه والحصول على النتائج. وهنا يستطيع استخدام الأسلوب الإحصائي لتحديد أهمية أي علاقة بين عناصر قد يلاحظها، وتفسير نتائجها. ففي حال وجد ان كل الطيور ذات الوزن الأعلى تقريبا ينتهي بها الأمر بالهجرة فقد وجد عنصراً داعماً وليس دليلاً علمياً لفرضيته بارتباط الوزن وهجرة الطيور.
تقييم النتائج
إن التفكير في العملية العلمية وتقييمها تشكل إحدى الخطوات التي غالباً ما تُنسى في عملية البحث العلمي. لذلك يتم تقديم التفسيرات العلمية وتحديد النتائج ضمن سياق علمي أوسع، ويتم تشجيع العلماء على النظر في القيود المفروضة على أبحاثهم واقتراح سبل للعلماء الاخرين لمواصلة العمل من حيث توقفوا.